العيش كأبناء لا كعبيد..
تعلُّم العيش كأبناء
يعلمنا الكتاب المقدس أن الله خلقنا آب مُحب لنا. وبسبب ميلنا للعصيان والتمرد، فقد تركناه لنحيا حياتنا بالطريقة التى نريدها. وقد أثر ذلكّ القرار على تفكيرنا وحياتنا. ولذا نجدنا نتصرف ونعيش حياتنا بمنطق الإنسان اليتيم.
إذا جاءتك الفرصة وقمت بزيارة لأحد ملاجئ الأيتام وقضيت بعض الوقت مع أولئك الأيتام، فسوف تلاحظ بعض الأنماط الفكرية والسلوكية المشتركة بينهم مثل :
+ يمتلئ اليتامى من الخوف والشعور بعدم الأمان.
+ يعيش اليتامى بشعور بالدونية.
+ يشعر اليتامى بإحساس عميق بالوحدة.
إن الله الآن ليس الدَّيان لنا لكنه أبونا المحب.
(وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: {يَا أَبَا الآبُ}. إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ.) ( غلاطية ١:٤-٧).
أننا قد تحررنا، وأننا قد صرنا أبناءاً بالغين وكاملة الأهلية ولنا كافة الوعود. والروح القدس الساكن فينا تأكيد لتحريرنا من سلطان الخطية والموت. وشهادة لأرواحنا أننا أولاد الله.
لكن لماذا نفشل فى فهم بنوتنا لله؟
الإنجيل هو أساس بنوتنا لله. وعندما نفشل فى فهم الإنجيل فإننا سوف نفشل بالتبعية فى فهم طبيعة علاقتنا بالله كأبناء. ونحن نستخف بالإنجيل بعدة طرق :
الكبرياء والانجيل
فى أحيان كثيرة قد نعتقد كمؤمنين أننا أفضل من الآخرين فلا نحتاج إلى معونة الله. فنعيش لمجدنا وذواتنا ولأهدافها الخاصة. وإحساسنا بالأستقلال يجعلنا نعمل بمفردنا فى مواجهة صراعتنا. فنصبح يتامى بسبب كبريائنا، الحقيقة أننا نواجه مشكلة ضخمة عندما نضع ثقتنا فى قدرتنا الخاصة. فعندما وتكبر فإننا نعتمد على برنا الذاتي، بدلا من الإتكال على بر المسيح.
الإنجيل وعدم الإيمان
إننا نستخف بإنجيل المسيح، عندما نتوقف عن التصديق بأن نعمة الله ووعوده تستند فقط على موت المسيح على الصليب. فيحاول العديد منا بدافع المحبة تقديم الأعمال والخدمة لله وإكرامه. فنفشل، وندمّرُ بفشلنا. لكننا ثانية يجب أن نتوب ولكن هذه المرة على خطية عدم الإيمان. يجب علينا أن نداوم على تصديق الحق الذى يعلنه الإنجيل، أننا فقط بالنعمة وليس بأى شئ آخر قد صرنا أبناءً لله.
لكى يفهم إنسان ما بشكل محدد وكامل بنويته لله (التى جعلت المؤمن “ابن الامتياز”)، فإنه من المهم أن يفكر فى تطبيق هذه البنوة على أحداث وموضوعات حياته اليومية. كم مرّة نتصرف فى حياتنا مثل اليتامى بدلاً من التصرف والعيش كأبناء لله؟ ولذا فإنه من المهم أن نصلى ليفتح الروح القدس عيوننا الروحية على هذه الموضوعات. وان نختبر فى كل يوم إن كان لنا قلب كهذا :
*قلب مثقل بالخطية فى مقابل القلب الذى نال الحرية.
*قلب متكبر فى مقابل الذى فى شركة مع الآب.
*قلب أناني فى مقابل القلب المحب.