الآن.. بداية جديدة
تهانينا!!
بقبولك المسيح مخلصاً لك، تكون قد بدأت أعظم حياة مثيرة. إسأل الله أن يساعدك لتفهم هذه الكلمات المزمع أن تقرأها كى تعينك لتبدأ الرحلة المثيرة فى حياتك الجديدة فى المسيح.
ماذا حدث لك بالتمام؟ بكل بساطة، لقد أصبحت أبناً لله. جزءاً من عائلة الله الروحية، اللذين نالوا حياة أبدية معه فى السماء.
ولكن كيف حدث كل هذا؟ أول كل شئ، يخبرنا الكتاب المقدس بأن جميع الناس، بسبب الخطية، منفصلين عن الله القدوس البار. كتب الرسول بولس (إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ الله) ( روميه ٢٣:٣). لذلك إذ أخطأ الإنسان، إنفصل عن الله، وليس له رجاء فى الحياة الأبدية.
ولكن الله فى رحمته ومحبته العظيمة، أرسل ابنه الوحيد، إلى هذا العالم لكى يخلص الإنسان من خطاياه بواسطة الرب المسيح ( لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.)(يوحنا ٦:٣).
أنه بموت الرب المسيح على الصليب، وبسفك دمه، قد إفتداك من خطاياك. هذا الخلاص لا يحدث تلقائياً لجميع الناس، ولكنه يحدث فقط عندما يتوب الناس مثلك عن خطاياهم ويسألون الرب المسيح أن يمتلك قلوبهم.
يقول إنجيل يوحنا (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.)(يوحنا ١٢:١). توجد هنا كلمتان هما المفتاح آمنوا وقبلوا. آمنوا تشير إلى الأعتراف بأن الرب المسيح هو فى الحقيقة إبن الله والمخلص الوحيد. وقبلوا تتضمن الرغبة فى إتباع الرب المسيح فى كل ما يخبرنا به الكتاب المقدس أن نفعله وأن نحياه.
بقبولك المسيح، تحررت حياتك من قصاص الخطية، الذى هو الموت الروحى فى جهنم، لن تأتى إلى دينونة الله التى هى مصير جميع غير المؤمنين. كما قال الرب المسيح أنك (اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) ( يوحنا ٢٤:٥).
والآن، الله لديه رسالة حية لك بصفتك مؤمناً جديداً. هناك ٤ أشياء يريدك الله أن تعرفها، ٤ أشياء يريدك الله أن تفعلها، ٤ أشياء يريدك الله أن تمتلكها. وبدون هذه الأشياء لا يمكنك أن تنمو صحيحاً فى حياتك الجديدة فى المسيح.
٤أشياء يريدك الله أن تعرفها
(١)الله يحبك
مهما كان أسلوب حياتك، لا تنسى أبداً أن الله يحبك حقاً. كثيرون يشعرون بأنهم غير محبوبين وغير مقبولين، وقد يكون الانسان بارداً ومهملاً. وقد أظهر محبته، أرسل أبنه الوحيد ليموت من أجل خطايانا.
لذلك صدق! واطلب باجتهاد! واختبر! وأشكر الله من اجل هذه البركات والهبات! إنه يحبك!
(٢)انت إنسان جديد
إن الانسان خاطئ بالطبيعة. وقبل ان تقبل المسيح ليس فى مقدورك أن تعمل سوى الخطية. لا يهم أن كنت شريراً كبيراً أو صغيراً. إن طبيعتك تميل إلى فعل الخطية، ولكن عندما صلب الرب المسيح فإنه سمر طبيعتك القديمة الخاطئة على الصليب.
إذاً فأنت فى المسيح أصبحت إنساناً جديداً. والآن قد لبست طبيعة المسيح نفسه. يقول بولس (مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.) (غلاطية٢٠:٢). والآن فإن المسيح يحيا فيك. إنه طبيعتك الجديدة. وهذا يعنى أنك لديك رغبة للبر بدلاً من رغبتك فى الخطية. أنت إنسان جديد تماماً.
(٣)يمكنك أن تعيش منتصراً
لأنك إنسان جديد، فأنت الآن فى مقدورك أن تهزم كل عادات الخطية. ليس هذا معناه أنك لن تخطئ فهذا غير صحيح، فإن مشيئة الله أن يغفر لنا خطايانا عندما نتوب توبة حقيقية.
ولكن الله يريدنا أن نتخلص من عاداتنا الشريرة. ولأن المسيح قد سَّمر طبيعتنا القديمة الخاطئة على الصليب، لذلك فى المسيح يمكننا ان نعيش منتصرين على الخطية.
(٤)الله معك فى كل لحظة من حياتك
يبدو لنا أحياناً أن الله بعيد عنا بملايين الأميال. ولكنه ليس كذلك. قال الرب المسيح إنه لن يتركنا ولا يهملنا ( متى٢٠:٢٨). وايضاً قال (إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً.) (يوحنا٢٣:١٤).
الله دائماً معنا. إنه أمين.
٤أشياء يريدك أن تفعلها
(١)ادرس كتابك المقدس
الكتاب المقدس هو كلمة الله،وكلمة الله هى مصدر هام جداً للطعام الروحى. ينصح الرسول بطرس المسيحيين الجدد أمثالك قائلا (وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ.) (١بطرس٢:٢).
الكتاب المقدس هو اللبن العقلى أى اللبن الروحى، والنمو يحدث عادة فى العلاقة المباشرة بدراسة الكتاب المقدس.
(٢)صلى
الصلاة هى الإتصال بالله. تماماً كما نحتاج للأتصال مع العائلة والأصدقاء ومؤسسات العمل لتعزيز الروابط القوية، هكذا نحن نحتاج أيضاً ان نتصل بالله لكى نبنى علاقة قوية معه.
(٣)لتكن لك شركة مع المؤمنين
إن المواظبة على حضور الكنيسة مهم جداً، وخاصة للمؤمن الحديث. أنت فى حاجة إلى شركة مع المؤمنين الآخرين وإلى تشجيعهم لكى تنمو فى المسيح.
إن كنت لم تتعرف على كنيسة قريبة من مسكنك، يمكنك التسجيل فى الكنيسة أون لاين من هنا ………….
(٤)اشهد للمسيح
لكى تكون شاهداً للمسيح، هذا يعنى بكل بساطة ان تخبر الآخرين عما فعله المسيح لإجلك. فى إنجيل يوحنا. كان هناك رجل اسمه إندراوس الذى دعاه المسيح ليكون واحداً من رسله الأثنى عشر. أول شئ عمله إندراوس عندما أصغى إلى دعوة الرب المسيح له أنه ذهب ليخبر أخيه سمعان بطرس بأنه قد وجد المسيا الذى كان اليهود ينتظرونه (يوحنا٤٠:١-٤٢).
يمكنك أن تشهد للآخرين بكلماتك وأعمالك. وأحياناً تكون الأعمال هى أعظم شهادة. إن الإنسان الذى قبل المسيح وأصبح شخصاً مجدداً، يكون شاهداً قوياً لأصدقائه.
٤أشياء يريدك الله أن تمتلكها
(١)السلام
إن السلام الذى يريدك الله أن تحصل عليه هو السلام الروحى، سلام النفس. يقول بولس (فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ) (رومية١:٥). يتحدث بولس عن السلام الذى يناله الإنسان إذ يعرف أن خطاياه قد غفرت. أنت ترى أنك لم تعد تقف أمام الله للدينونة لأن المسيح قد سبق أن صار كفارة عن خطاياك.
لذلك تمتع بسلام الله. إنه لك الآن بإيمانك بالمسيح.
(٢)معمودية الروح القدس
أنت قبلت الروح القدس فى حياتك فى ذات اللحظة التى قبلت فيها المسيح مخلصاً لك. ولكن هناك إختباراً آخر للروح القدس يتميز عن الخلاص. ويشير إليه الكتاب المقدس بمعمودية الروح القدس.
كلمة معمودية تعنى (تغطيس) ولهذا عندما يعتمد شخص ما بمعمودية الروح القدس فهو (يغمر) بقوة وبحضور الروح القدس، وبمواهب الروح القدس. تعطى هذه المواهب لكى تساعدنا حتى نشهد لغير المؤمنين، ولكى نخدم إخواتنا المؤمنين، ليس هذا فحسب، بل لكى يقدم الله عوناً لنا أيضاً. عندما يمتلئ شخص بالروح القدس تكون لديه قوة أكثر فى خدمة الله، بل وفرح ومحبة أكثر للمسيح، وحياة أعمق فى الصلاة. أن كل مؤمن يحتاج إلى معمودية الروح القدس. كيف تنال هذا الأختبارالمبارك؟ يمكنك نواله بكل بساطة، بالصلاة وبطلبه من الله.
(٣)حياة أفضل
يظن بعض الناس أن المسيحية حياة كلها كآبة وحزن وحرمان. فى الحقيقة إن المسيحية على العكس من ذلك إنها حياة مثيرة، حياة أفضل من الحياة التى يحياها غير المؤمن. ليس هذا معناه أن الله سوف يجعلك مليونيراً (ولو انه فعل ذلك مع بِعض المؤمنين) ولكن الله وعدك بحياة البركة.
أول كل شئ توجد بركة روحية
إن حياتك الآن هى حياة سلام وحياة متحررة من عبودية الخطية. إنك فى خدمة المسيح تنال إرتياحاً ليس فى عقلك فحسب بل أيضاً فى روحك.
ثانياً المسيحية هى حياة البركة لأجسادنا
فى المعتاد تظهر آثار الخطية المدمرة فى أجسادنا، ولكن الإنسان الذى تحرر من الخطية هو إنسان صحيح البنيه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الله يُسَر بشفاء اجسادنا المريضة. آلاف لا تحصى من المرضى تم شفاؤهم عن طريق الصلاة، ليس بفعل الإنسان ولكن برحمة الله وقوته.
ثالثاً الله يريد ان يباركنا مادياً
إن الشخص الذى يرغب فى خدمة المسيح سوف يكتشف أن الأمور المادية لم تعد ذات أهمية بعد، ولكن الله وعد أن يسدد كل أحتياجاتنا عندما نطلب ملكوته ونسلمه نفوسنا انه يعتنى بِنا.
(٤)السماء
إن أعظم وأسمى أختبار فى المسيحية هو قضاء الأبدية فى حضرة الله وفى غنى ومجد ملكوته. يقول بولس (مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ)(١كورنثوس ٩:٢).
والله يريدك أن تكون معه هناك فى السماء.