٤- كيف تحيا كمؤمن

حياة التلميذ من المعرفة إلى السلوك

كيف تحيا كمؤمن فى البيت

( فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ. فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ. وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ. لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.) (كولوسى ٥:٣-١٧).
بعد أن يضع بولس قائمة بالأمور الغير مقدسة التى على كل مؤمن أن يتجنبها يواصل حديثه مركزاً ومشدداً على الصفات الإيجابية للأيمان بالمسيح.
الرأفة : هى التى حركت المسيح للتصرف نيابة عن الآخرين. أنها المحبة مُعبٌر عنها بدون كلما.
اللطف : دائماً يعمل بمنتهى الكرم ومساعدة الآخرين فى محبة. أنه من ثمار روح الله القدوس ولا ينتظر مقابل لما يفعله.
التواضع : يمكن وصفه جيداً بكونه ضد الكبرياء. فبينما تسعى الكبرياء لتحقيق ما لنفسها يسعى التواضع للأستماع للآخرين وفهم أحتياجاتهم والتأقلم معهم. وفى الوقت الذى تستشيط الكبرياء غضباً يكون التواضع قلقاً على مصلحة الآخرين.
الوداعة : لا يجب أن تُفهم خطأ بأنها ضعف. فهى تتطلب قوة وضبط نفس عظيمين لكى ما تفكر بإستمرار فى الآخرين قبل الذات.
الصبر : درس بلا نهاية. فهو يشمل انتظار هادئ ومراعِ لشعور الآخرين مع ثقة مطلقة فى الله.
الرفق : يشجعنا أن نتذكر بأن الشخص الآخر أيضاً يسعى ليُرضى الله. فالآخرين ليسوا أقل أو أكثر كمالاً منا. الله يعمل على تغييرنا لصورة المسيح ولكن هذا الأمر يستغرق وقتاً. أمنح الآخرين وقتاً حتى يُحدث الله هذا التغيير فى حياتهم. أنه لأمر محزن أن نمنح أنفسنا العذر عندما نضعف ونسقط بينما لا نستطيع تحمل نفس هذه الضعفات فى الآخرين.
غفران : نحو بعضنا البعض ويعنى تماماً ما يشير إليه الكلمة غفران. المؤمن الناضج سيعلم كيف يغفر حتى ولو ظلم أو أسئ فهمه أو جُرح أو حتى أسيئت معاملته.

كيف تحيا كمؤمن فى العمل

تلخص مسئوليتنا كمؤمنين فى العمل
أخضع لكل من هو فى سلطة ( أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ.) ( عبرانيين ١٧:١٣). تذكر ما يقوله الكتاب المقدس عن محاولة خدمة سيدين ( لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.) (متى ٢٤:٦). وتذكر أيضاً أن لا تكون تحت نير مع غير المؤمنين ( لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟) (٢كورنثوس ١٤:٦).
أحذر من أن تضع نفسك فى أى مكانة لا تستطيع فيها أن تتصرف فى طاعة لوصايا المسيح.
اظهر إيمانك وتبعيتك للمسيح عملياً عن طريق الأعمال الصالحة بدلاً من التفاخر والتعالي على الآخرين. فمن الملاحظ أنه يمكن بكل سهولة إثارة غب الآخرين عن طريق التفاخر بأنك أكثر قداسة منهم بالكلام فقط وليس بالأعمال.
اخدم الرب عن طريق قيامك بعملك جيداً وبأمانة. لأن الله يريدك أن تمجده فى وظيفتك. فهو يعلم بأن شهادتك لن تساوى شيئاً إذا ما كنت كسولاً أو مهملاً أو غير مخلص لعملك.
اظهر إحتراماً للآخرين. قد لا يعجبك ما يقومون به أو ما يقولونه أو ما يدافعون عنه. لكنك مسئول أمام الله ومطالب بأن تحبهم تماماً كما يحبهم الرب المسيح.
تألم واقبل الاتهام ظلماً أفضل من المجادلة أو الدفاع عن حقك أو المحافظة عليه بطريقة قد تضر بشهادتك للرب المسيح. تذكر بأن المجازاة العظيمة هى من الله وليست من البشر.

لا تحاول فرض مبادئ الرب المسيح على من هم غير مؤمنين. أنها مبادئ لتعيش أنت.