٥ – كيف أصلي

كيف أصلي

هل تذكر أكثر الأوقات استمتاعاً وعمقاً في علاقتك بأحبائك؟ أليست هي الفترات التي قضيتم فيها وقتاً في التواصل الشخصي والحديث والاستماع المتبادل؟ سيساعدك هذا الدرس أن تعرف كيف تصلي فتزداد علاقتك نمواً وعمقاً مع أبيك السماوي.

ما هى الصلاة:
إن الصلاة المسيحية ليست فرضاً واجباً يؤديه الإنسان لكي يُرضي الله، ليست ترديد كلام من الفم لأن الله ينظر للقلب.
“الصلاة فى معناها البسيط حديث مع الله.. وفى معناها الأعمق صلة بالله.. صلة حب. صلة عاطفة. قبل أن تكون كلامًا، والكلام بدون حب لا معنى له ….. الصلاة هي جسر يوصل بين الأرض والسماء. والصلاة هي مفتاح السماء، وهى لغة الملائكة وهى عملها، وهى حياة الروحيين . والصلاة هي اشتياق النفس للوجود مع الله. هي اشتياق المحدود إلى غير المحدود، واشتياق المخلوق إلى خالقه، اشتياق الروح إلى مصدرها وإلى شبعها. في الصلاة يرتفع الإنسان عن مستوى المادة لكي يلتقي مع الله.” (قداسة البابا شنوده الثالث ـ الصلاة ـ كتاب كلمة منفعة)
ويمكن أن تشمل صلاتك بعض أو كل هذه الامور:

١- الشكر:
من المهم أن نتذكر عطايا الله الصالحة (الروحية، النفسية، المادية) ونشكره عليها: “واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر” (كو4: 2). و ايضاً نشكره علي الامور الصعبة التى يسمح بها في حياتنا: “اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” (1تس 5 : 18) – مز 100 : 4 & 1 تس 5 : 18
“والصلاة المنسحقة تشكر أكثر مما تطلب. ترى أنها غير مستحقة أن تطلب شيئًا، وهى في خجل بسبب خطاياها لا تجرؤ أن تطلب سوى الرحمة.” (قداسة البابا شنوده الثالث ـ الصلاة المنسحقه ـ كتاب كلمة منفعة)

٢- التسبيح:
وهو تمجيد الله من خلال التغَّزُّل فى صفاته الرائعه (مثل مزمور ١٤٥)
1- أرفعك يا الهي الملك و أبارك اسمك إلى الدهر و الأبد.
2- في كل يوم أباركك و أسبح اسمك إلى الدهر و الأبد.
3- عظيم هو الرب و حميد جدا و ليس لعظمته استقصاء.
4- دور إلى دور يسبح أعمالك و بجبروتك يخبرون.
5- بجلال مجد حمدك و إمور عجائبك ألهج.
6- بقوة مخاوفك ينطقون و بعظمتك أحدث.
7- ذكر كثرة صلاحك يبدون و بعدلك يرنمون.
8- الرب حنان و رحيم طويل الروح و كثير الرحمة.
9- الرب صالح للكل و مراحمه على كل أعماله.
10- يحمدك يا رب كل أعمالك و يباركك أتقياؤك.
11- بمجد ملكك ينطقون و بجبروتك يتكلمون.
12- ليعرفوا بني آدم قدرتك و مجد جلال ملكك.
13- ملكك ملك كل الدهور و سلطانك في كل دور فدور.
14- الرب عاضد كل الساقطين و مقوم كل المنحنين.
15- أعين الكل إياك تترجى و أنت تعطيهم طعامهم في حينه.
16- تفتح يدك فتشبع كل حي رضى.
17- الرب بار في كل طرقه و رحيم في كل أعماله.
18- الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق.
19- يعمل رضى خائفيه و يسمع تضرعهم فيخلصهم.
20- يحفظ الرب كل محبيه و يهلك جميع الأشرار.
21- بتسبيح الرب ينطق فمي و ليبارك كل بشر اسمه القدوس إلى الدهر و الأبد”
فرغم وجودنا في محضر الله، كثيراً ما لا نرى إلا أنفسنا وظروفنا وخطايانا واحتياجاتنا، و لا نفكر فى عظمة الله ونعمته وصفاته. “إن أعلى درجة في الصلاة هى صلوات التسبيح التي يبعد فيها الإنسان ذاته، ولا يذكر سوى الله فقط متأملا عظمته ومجده.. ثم بعدها صلوات الانسحاق وصلوات الشكر، وفيها يتمجد الله أيضا.” (قداسة البابا شنوده الثالث ـ تداريب على الصلاة ـ كتاب الوسائط الروحية)

٣- طلب الغفران وتقديم الغفران للآخرين:
أ‌- اطلب الغفران لأجل أي خطية فى حياتك وتُب.
“الصلاة المنسحقة هي صلاة معترفة بخطاياها وعدم استحقاقها، لا تبرير فيها للذات، ولا أعذار، بل اعتراف باستحقاق الدينونة. صلاة لم يجرؤ فيها العشار أن يرفع عينيه إلى فوق، وفي مذلة وقف من بعيد.” (قداسة البابا شنوده الثالث ـ الصلاة المنسحقه ـ كتاب كلمة منفعة)
وتذكر أن التوبة الحقيقية تشمل:
– اتفاق مع الله أنك اخطأت في حقه وكسرت وصاياه.
– شكر لله على غفرانه المجاني لك في الصليب.
– توبة وإعلان رغبة قلبك في تغييرك اتجاهك.
ب – قرر بإرادتك أن تسامح الآخرين على أخطائهم فى حقك. لأنه لو لم نغفر للآخرين أخطاءهم لن يغفر لنا أبونا السماوي أخطاءنا (مت 6 : 12 & مت 6: 14). “كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا: لا تعنى هذه العبارة فقط أننا سوف نغفر في المستقبل، أو نغفر للمسيئين والمذنبين إلينا في الوقت الحاضر. بل تعني أيضًا إننا قد غفرنا فعلًا لمن أذنبوا إلينا، وذلك قبل أن نتقدم إلى الصلاة.”

٤- الصلاة لأجل الآخرين :
“فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ،لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ” (1تي 2 : 1 ، 2)
يعلمنا الكتاب المقدس أن نصلي لأجل”جميع الناس”، لذا نشجعك أن تصلي لأجل اقاربك واصدقائك باسمائهم، لأجل الرؤساء والمسئولين في عملك وبلدك، ولأجل الضعفاء والمحتاجين.

5- الطلبات خاصة :
يعلمنا أبونا السماوي أيضاً أن نسأله عن احتياجاتنا المادية الأساسية والبسيطة، من صحة، ونجاح، وحكمة، ومشورة …الخ. “اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ” (مت 7: 7).
• نصائح عملية:
1- اختر أفضل أوقات اليوم ومكان هادئ ومناسب لتخصيص وقت أطول للصلاة وقراءة الكتاب. و لا تنسَ ان تشمل صلاتك كل أنواع أو عناصرالصلاة (شكر، تسبيح، طلب غفران، الصلاة من أجل الآخرين).
2- خصص وقتاً منتظماً للصلاة يومياً فتُصبح الصلاة متعة وعادة. ومن المفيد أن تسجل طلبات الصلاة بطريقة ما (مع تاريخ الطلبة وتاريخ الاستجابة).
3- اقرأ فى الكتاب المقدس ثم صلِّ ثم واصل القراءة، وهكذا، لأن الكتاب المقدس يرشدنا للصلاة بحسب فكر وتعاليم الله.

عمق الصلاة :
“ما كان الآباء يتلون عبارات الصلوات بطريقة سطحية سريعة، بل كما قال مار اسحق عن صلواتهم: “من حلاوة الكلمة في أفواههم، ما كانوا يستطيعون بسهولة أن يتركوها إلى كلمة أخرى.” كانوا يصلون بفهم، يغوصون إلى أعماق المعاني في تأمل، يعطون صلواتهم روحًا وحرارة وعمقًا. وفي هذا تختلط مشاعرهم بعبارات الصلاة، فتصدر الكلمات من قلوبهم، ولا يهتمون بطول الصلوات أو بكثرتها، وإنما بما فيها من تأمل وعمق. وهكذا قال مار اسحق لمن يريد أن يسرع في صلواته ليتلو أكبر عدد من المزامير: “إذا حوربت بهذا، فقل: أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا.” نفس الكلام نقوله أيضًا عن الترتيل والتسبحة.. وبخاصة التراتيل التي لها روح الصلاة.. مثل ترتيلة “مراحمك يا إلهي كثيرة جدًا”.. ومثل تسبحة “يا ربى يسوع المسيح، مخلصي الصالح”. حقًا إن الذين يسرعون في صلواتهم وتسابيحهم، إنما يفقدون عمقها وتأملاتها. وتتحول من كونها صلاة، لتصبح مجرد تلاوة…”
(كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث ـ مجالات التأمل: التأمل في الصلاة)

صلاة:
قل له: أعطني يا رب أن أصلي. أعطني خلوة حلوة معك. أعطني الحب الذي أحبك به فأصلي. أعطني الحرارة التي في الصلاة، وأعطني الدموع و الخشوع. أنا يا رب لا أعلم كيف أصلي فعلمني، وامنحني المشاعر اللائقة بالصلاة، وتحدث أنت معي يا رب فأحدثك.

تدريب:
اكتب بلغة بسيطة خطاباً لله يتضمن (شكر، تسبيح، طلب غفران، تضرع للآخرين، طلبات خاصة)